Sunday, January 20, 2008

جيل الآباء .. وآباء الجيل





أتذكرون كيف كان أجدادنا ؟؟
أتعلمون كيف تربى آباؤنا ؟
لم تكن حياتهم سهلة ولا بسيطة .. بل كانت شاقة ومُنهِِكة .. ومؤلمة

لم يكن لديهم تليفزيون .. ولا تليفون ...ولا بوتوجاز .. ولا ثلاجة ..ولا .. ولا ..ولا ..الخ
كانت أقصى أجهزة الرفاهية هى الراديو ..اللى بيوش ..ششششششش
لم يكن بمقدورهم السهر بعد العشاء .. لعدم وجود كهرباء
"كانوا يستذكرون دروسهم .. على " لمبة جاز
كان شغلهم الشاغل .. وحلمهم الأبدى .. أن يحققوا ذواتهم لكى يُفرحوا أهلهم ويُريحوا قلوبهم من حمل همهم .. بل همومهم

كم كانت الحياة صعبة .. لكنها خلقت رجالا على درجة عالية من الرجولة .. والصلابة .. والمسئولية

رجالا لم يذوقوا طعم الراحة .. لكن قلوبهم كانت عامرة بالإيمان ..لم يسخطوا على حالهم .. و لم يتطلعوا إلى ما فوق امكانياتهم


رجالا حملوا مسئولية النكسة .. ولم تقر أعينهم ويهدأ بالهم إلا بالنصر

النصر العظيم .. الساحق .. الذى جعلنا مرفوعى الرؤوس والهمم أمام العالم بأسره حتى يومنا هذا

مثل هذا الجيل العظيم .. جيل البطولات .. والانتصارات .. لم يكن بمقدوره إلا انتاج ُذرية قوية .. صلبة ..على قدر عال من العلم وتحمل المسئولية

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
هكذا توقعت مؤشرات العقل المنطقية ؟؟
فماذا حدث ؟؟
وكيف ُوجد هذا الجيل السطحى ؟ الغير مسئول ؟
هذا الجيل الذى توفرت له كل سبل الرفاهية .. وزادت عن المتوقع .. كان أولى به أن يكون أنضج وأعمق وأشد صلابة
كان أجدر به أن يتفرغ للعلم والتعلم والابتكار

كيف حدثت هذه المعادلة اللا معقولة

وكيف تدهورت الأجيال هذا التدهور.. المخيف .. المفزع
فبدلا من ان تتوارث الأجيال المتعاقبة الرجولة والعزة والمسئولية .. تجدهم يتوارثون التدليل والإعتمادية والسطحية أكثر فأكثر
للأسف
يقع جزء كبير جدا من المسئولية على الآباء .. وللغرابة تجدهم فخورون بأبنائهم المدللين وسعداء بهم وان ناقشتهم فى الامر .. لا تجد إلا اجوبة ثابتة
مثلا

" سيبوهم يفرحولهم يومين قبل المسئولية ووجع الدماغ "
أو
" أنا عايز أعوض ابنى عن اللى اتحرمت منه وأنا فى مثل سنه "
أو
" طب أعمل إيه ؟ يعنى عايز ابنى يبقى أقل من أصحابه وابن فلان وعلان ؟ مهو كله كده مش ابنى بس "

إخوانى
كيف يخرج من هذا الجيل المدلل ..آباء ؟؟؟
ماذا تتوقع من شاب جامعى كل همه فى الحياة مسايرة موضة الشعر والجينز والموبايلات ؟
ماذا تتوقع من شاب يستيقظ من نومه مستهدفا الكافيتريا لاستعراض امكانياته أمام البنات ؟
بل ماذا تتوقع من شاب يرتدى ملابس .. كملابس البنات ؟
ماذا تتوقع من شاب يقضى يومه مسدات وتليفونات.. ويسهر ليله على الشات ؟

متى يُنتج ؟
ومتى يعرف دينه ؟
ومتى يدرك معنى الزواج ؟

مثل هذا الشاب .. الزوج
كيف سيتعامل مع زوجته .. ولم يتعود قط على العطاء ؟
تعود أن يأخذ دائما .. وأن يطلب دائما ..فأصبحت الأنانية طبعه

مثل هذا الشاب .. الأب
كيف سيُربى أبناؤه على الدين و المبادئ والقيم والأخلاق والرجولة والعزة والكبرياء .. وكل هذه الأشياء للأسف ذات معانى مشوهة لديه .. فهو يدركها شكلا ..لا مضمونا ، اسما ..لا معنى


للأسف الشديد .. ازدادت حالات الطلاق فى هذا العصر ازديادا ملحوظا .. وطبقا
لآخر إحصاء فقد بلغت النسبة حالة طلاق كل 6 دقائق، وأكثر الحالات تقع بين المتزوجين حديثاً وخاصة فى العام الأول .. وكل ذلك بسبب عدم استطاعة رجال الجيل تحمل المسئولية .. وبالتالى فقد أصبحوا غير مقنعين بالنسبة لزوجاتهم كرجال




كما زادت نسبة
عنف الزوجات ضد أزواجهن ووصلت إلى 50.6 % من إجمالي عدد المتزوجين في مصر.


وستظل هذه النسبة فى ازدياد طالما ان الرجال لم يعودوا رجال وصاروا أشباه رجال ..
فما الحل؟
هل سنظل بهذا المعدل المؤسف ؟
أما آن لشباب مصر أن يفيقوا من غفوتهم ؟
أما آن للأباء أن يستعيدوا سطوتهم ؟
أم لم يعد أمامنا إلا التباكى والتحسر على عصر ذهب وصار خيال
كان اسمه .. عصر الرجال



بقلم : سالى قاسم



1 comment:

Anonymous said...

الجيل الجديد
حرر مصر
جيل الاباء جيل خيبة وانهزام